سؤال وجواب
بقلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط،
من المؤسف ان الإنتقادات تأتي عموماً من أشخاص متعصّبين، يجهلون لاهوت الطقوس و بُنيَتها، وأهمية الإصلاح الليتورجي الذي طالبَ به المَجمَع الفاتيكاني الثاني والبابوات….
طقوس الكنيسة لم تأتِ دفعة واحدة، من السماء كما يفكّر البعض، بل استغرق تكوينها عدة قرون. التنظيم الأكبر حصل على يد البطريرك ايشوعياب الثالث (†649) ثم حصلت إضافات أخرى على مرّ السنين ، أحياناً لا تتماشى مع لاهوت القداس وبُنيته. اذكر على سبيل المثال وجود رتبة توبة قبل المناولة وهي كافية، وإضافة مزمور 51 ارحمني يا الله في فترة لاحقة!
قداس أداي وماري والكلام الجوهري
الرتبة تبدأ بالقسم الأول وهو غير موجود في مخطوطة مار إشعيا (القرن الحادي عشر) كذلك القسم الأخير.
الكلام الجوهري اُضيف رويداً رويداً على الرتبة عندما إتّحد الكلدان بالكنيسة الكاثوليكية سنة 1552، لأن اللاتين يعتقدون ان الاستحالة تتم بتلاوة الكلام الجوهري. الأشقاء في كنيسة المشرق الاشورية لا يزالون يقدّسون بدون “الكلام الجوهري” ومن المؤكد ان الخبز والخمر يتحولان الى جسد المسيح مليون بالمائة!
في التجديد الذي إعتمده السينودس الكلداني منذ 2014-2020، اقترحتُ أن يُرفع الكلام الجوهري، وشجَّعتْ روما على ذلك، لكن بعض الأساقفة إعترضوا قائلين: لنتركها لأن المؤمنين إعتادوا على ذلك، وهم أحياء يرزقون، فبقي الكلام الجوهري. اين الدكتاتورية التي يتحدث عنها البعض؟
في الطقس القديم أي قبل إتحاد الكلدان بروما كانت الإستحالة تتم بوساطة صلاة الانحناءة الثالثة والرابعة:
الانحناءة الثالثة: “كما أوصيتَنا يا ربّ، ها قد إجتمَعنا نحنُ خُدّامك الضعفاء، للاحتفالِ بسرِّ الخلاص هذا الذي به أغدقتَ علينا نِعَماً عظيمة لا توفى،….
والانحناءة الرابعة: “ونحن أيضاً، يا ربْ، خدامك الضعفاءَ المجتمعين باسمـِكَ، والقائمين قُدّامَك الآن، إذ قبِلنا بالتواتر الرسولي عن آبائنا، ما رسَمَهُ ابنُك، فإننا نحتفلُ مسبِّحين وفرحين بِهذا السِّرِّ العظيم، الرهيب، المُقدَّس، المُحيي والإلهي، سرِّ آلام ربّنا ومخلِّصنا يسوعَ المسيح وموتِه ودفنهِ وقيامتِهِ.
أدخلنا عبارة “التواتر الرسولي” أي الخلافة الرسولية لاستمرار التواتر.
أخيراً، تتم الاستحالة بواسطة دعوة الروح القدس: ليأتِ يا ربْ روحُك القدّوس وَيَحِـلّ على قُربانـِنا هذا، ويبارِكْهُ ويقَدِّسْهُ، غفراناً لذنوبِنــــا وصفحـــاً عن خطايانا، ورجاءً عظيماً للقيامة من بينِ الأموات، وحياةً جديدةً في ملكوتِ السماء…. \
القداس اليومي لم يكن موجودا، دخل عند الكلدان رويدا رويدا التقليد الغربي اللاتيني. فرتبوا قداسا خاصا للاحتفال اليومي على رتبة اداي وماري.
المهم هو
إيمان المؤمنين، وصلاتُهم،
وكاهن مرسوم شرعياً يحتفل بالقداس
ملاحظة: هناك سؤال عن لماذا يُصلّي الكاثوليك مسبحة الوردية ولا تصلّيها الكنائس الاُخرى؟ سيجيب عليه سيادة المطران باسيليوس يلدو
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة.