سؤال وجواب لغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو عن الشماسيّة
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط،
سؤال: معن يوسف، ما دور الشماس، وما معنى الكلمة، وما الفرق بين الشماس القاريء والرسائلي والانجيلي؟ ارجو الإجابة. شكرا
جواب: كلمة الشماس مشمشانا ܡܫܡܫܢܐ، وباليونانية diakonus، تشير حصراً الى الشماس الإنجيلي. انها مقتبسة من شمشا – الشمس التي تشرق على الجميع، هكذا الشماس يخدم الجميع.
هذه الخدمة تأسيسٌ رسولٌي جديدٌ، لتلبية حاجة الجماعة المسيحية الأولى كما ورد في
سِفر أعمال الرسل (6/1-6):
“في تِلكَ الأَيَّام كَثُرَ عَددُ التَّلاميذ، فأَخذَ اليَهودُ الهِلِّيِنُّيونَ يَتَذَمَّرونَ على العِبرانيِّين لأَنَّ أَرامِلَهم يُهمَلْنَ في خِدَمةِ تَوزيعِ الأَرزاقِ اليَومِيَّة. فَدَعا الاِثْنا عَشَرَ جَماعَةَ التَّلاميذ وقالوا لَهم: لا يَحسُنُ بِنا أَن نَترُكَ كَلِمَةَ اللّه لِنَخدُمَ على الموائِد.
فابحَثوا، أَيُّها الإِخوَة، عن سَبعَةِ رِجالٍ مِنكُم لَهم سُمعَةٌ طَيِّبَة، مُمتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والحِكمَة، فنُقيمَهم على هذا العَمَل.
فاستَحسَنَتِ الجَماعةُ كُلُّها هذا الرَّأي، فاختاروا إِسطِفانُس، وهُو رَجُلٌ مُمتَلِئٌ مِنَ الإِيمانِ والرُّوحِ القُدُس، وفيلِيبُّس وبُروخورُس ونيقانور وطِيمون وبَرمَناس ونيقُلاوُس وهُو أَنطاكِيٌّ دَخيل. ثُمَّ أَحضَروهم أَمامَ الرُّسُل، فصَلَّوا ووَضَعوا الأَيدِيَ علَيهِم“.
في البداية كانت كلمة الشمَّاس تُشير الى الشماس الإنجيلي وحده، الذي هو ضمن التراتبية الكهنوتية! لكن مع الزمن تغييرت الأمور فاُطلقت التسمية على الشماس القاريء والشماس الرسائلي (وهي درجات صغيرة).
تأسيس درجة “الشماسية” جاء قبل تأسيس القسُونيّة. الكنيسة اللاتينية ألغت هذه الدرجات الصغيرة واحتفظت برسامة شمامسة انجيليين دائميين وكهنة وأساقفة. اما التسميات الأخرى كرئيس أساقفة، البطريرك، البابا فهي إدارية، وليست رسامات بالمعنى الحصري.
تتم الرسامات الثلاث: الإنجيلي، القس، الاُسقف بوضع الأيدي “للتواتر الرسولي”، ودعوة الروح القدس.
شروط الرسامة: ان يكون المرشح بالغاً، رشيداً، معروفاً بحسن السيرة، ومتمتعاً بثقافة لاهوتية، مثل شهادة معهد التثقيف المسيحي على أقل تقدير، أو كلية اللاهوت أو ما يعادلهما (راجع قانون 19 من مجمع البطريرك حزقيال والقانون 5 من مجمع ايشوعياب الأول).
دور الشماس الإنجيلي: حالياً: مساعدة الكاهن في إعداد الأسرار، وقراءة الإنجيل، وتوزيع القربان.
شُكِّلت لجنة من الأساقفة 2015 لدراسة دور الشماس الإنجيلي في الكنيسة الكلدانية على ضوء المتطلبات الحالية، لكن للأسف لم تفعل شيئاً.
تقع على السينودس مهمة دراسة دور الشماس الإنجيلي، لكي يأخذ دوراّ أكبر في الليتورجيا والتعليم المسيحي، أذكر على سبيل المثال بعض الافكار:
الاشراف على التعليم المسيحي، دورة المخطوبين، مرافقة الجناز الى المقبرة، ترأُس صلاة المساء والصباح بغياب الكاهن. إلقاء محاضرات، وأحياناً الموعظة بإشراف الاُسقف أو كاهن الرعية، ويمكنه ان يستلم سكرتارية المطرانية.
الشماسات: رسامة الشماسات في كنيسة المشرق الكلدانية والآشورية قديمة. نجدها في رسائل مار بولس: “أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، شماسة الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا،” (رومية 16/ 1).
وفي رتبة رسامة البطريرك لاُسقف جديد يقول: “ويَرسم بقوة موهَبتك كهنة وشمامسة إنجيليين ورسائليين وقارئين وشماسات لخدمة الكنيسة المقدسة“ (رتبة الرسامات بحسب ليتورجيا الكنيسة الكلدانية بغداد 2022 ص 919).
توجد رتبة خاصة لرسامة الشماسات في مخطوطات الرسامات القديمة. دورهنَّ كان مرافقة المؤمنات في مسيرة الإيمان، إعداد الإناث للمعمودية وسابقاً التعميد أما الميرون فكان يمنحه الكاهن. هذا يُظهر مدى إنفتاح كنيسة المشرق على متطلبات المؤمنين وليس كما يطالب التقليديون المتطرفون بالمحافظة على القديم من دون التمييز بين الأصيل والدخيل!
سبق وان اقترحتُ في سينودس الأساقفة بروما تفويض معلمي التعليم المسيحي من خلال رسامة معينة لمباركة دورهم وتشجيعهم في تطوير التنشئة المسيحية catechists ، شرط حصولهم على ثقافة لاهوتية وتنشئة رصينة تؤهلهم لهذه الخدمة.
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة.