عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة

تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة، الأحد 31 آب/ أغسطس 2025، في مزار (بازيليك) سيّدة لبنان، حريصا.


"الحبّ الذي وقع في الأرض الصالحة أثمر مئة ضعف" (لو 8: 8 ).

حضرة السيّدة اللبنانيّة الأولى،

1. إنّنا نرفع أسمى معاني الترحيب بكِ وأنتِ معنا اليوم في الإحتفال الروحيّ واللقاء الوطنيّ الذّي نكرّس فيه لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر. وأرحّب بممثلي اصحاب الغبطة البطاركة والسادة المطارنة والرؤساء العامّين والعامّات والكهنة والرهبان والراهبات والفعاليات المدنية والعسكرية والأخويّات وهذا العدد الكبير من المؤمنين.

2. إنّنا نستذكر اليوم السعيد الذكر البابا بندكتوس السادس عشر الذي دعا لهذا التكريس، إيمانًا منه بأنّ قلب مريم هو الملاذ الأمين في قلب الأزمات والتحديات. ورأى في هذا التكريس، قوّة روحيّة تحافظ على رسالة الكنيسة في الشرق، وتحمي شعوبنا من الإنقسام واليأس، وتفتح أمامنا درب السلام والرجاء.

أمّا مناسبة الدعوة فكانت انعقاد السينودس الرومانيّ الخاص بالشرق الأوسط سنة 2012، فيما كان العالم العربيّ يتخبّط في الحروب المعروفة "بالربيع العربي"، الذي رأينا فيه يومها بالأحرى "شتاءً عربيًّا". كان البابا بندكتوس، برؤيته النبويّة، يرى في قلب مريم الطاهر حضنًا يجمع، ونورًا يهدي، ودرعًا يقي. فالمريميّة ليست عاطفة شعبيّة فقط، بل هي لاهوت الخلاص الذّي يتجسّد في إمّنا مريم.

تكريس لبنان والشرق الأوسط هو إعلان إيمان ونداء رجاء، بأنّ هذا القلب الطاهر ما يزال ينبض حبًّا من أجلنا، وما زال يدعو المؤمنين للرجوع إلى الله وإلى التوبة والعدالة والسلام. إنّ قلبها الطاهر هو الحصن الأخير، والباب المفتوح على الرجاء، وهو سرّ الثبات وسط الغموض والفوضى.

3. على ضوء إنجيل زارع الحَبّ، كانت مريم "الأرض الصالحة" التي قبلت في أحشائها الطاهرة كلمة الله يسوع المسيح الذي أعطى ثمرة الكنيسة، جماعة مؤمني ومؤمنات الأرض.

كلمة الله بحدّ ذاتها، حيّة وفاعلة وحاملة ثمار، لأنّها شخص المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل. لذلك تقتضي منّا سماعها، وحفظها في قلوبنا، والتأمّل فيها، والعيش بمقتضاها. هذه الكلمة تشبه تلك التي تقع في الأرض الصالحة فتثمر مئة، فالأرض الصالحة تشبه كلّ إنسان يسمع الكلمة، ويحفظها في قلبه، ويتأمّل فيها، ويعيش بمقتضاها…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يترأس القداس الإلهي الإحتفالي لمناسبة عيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة

Next
Next

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يحضر تخرج طلاب معهد التثقيف المسيحي في بغداد