مار ماري مبشر المشرق بمناسبة تذكاره
بقلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط،
مار ماري الذي يقرن اسمه باسم معلمه اداي، يعد المؤسس الاول لكنيسة المشرق. لقد ورد اسمه في تقويم قديم لابي الريحان البيروني (973-1048). سكن ماري في منطقة بوعيتا في ضواحي بغداد حيث شيّد كنيسة كوخي، وتوفي فيها نحو عام 82 ميلادية وهناك دفن فيها كما يورد كتاب المجدل لماري بن سليمان (المجدل ص 5). الى ماري واداي ينسب اقدم طقس للقداس (قداس الرسل) في كنيسة المشرق، ويرجح علماء الليتورجيا تاريخه الى القرن الثالث الميلادي. ويعدّ من اقدم طقوس الكنيسة الجامعة. يستعمله الكلدان والاشوريون الى اليوم.
واليه يعود بناء اول كنيسة” كنيسة كوخي” اكواخ، على ضفة نهر دجلة، في منطقة بوعيتا (الكنيسة) بقرب حي الميكانيك بضواحي بغداد، منطقة مليئة بالاشجار حتى اليوم. كان الناس منذاك يبنون بيوتهم على ضفاف الانهر وبقرب الينابيع لوجود مقومات الحياة كالماء والزراعة. يرجح تاريخ بناء هذه الكنيسة الى نهاية القرن الاول وبداية الثاني الميلادي. طبيعيٌّ في البداية كانت هذه الكنيسة في مراحلها الاولى كوخا (غرفة) مثل بقية اكواخ المنطقة، مبنية من لبن، ثم تطورالبناء في القرون اللاحقة وأصبحت مقر لرئيس كنيسة المشرق الملقب بـ”الجاثليق- كاثوليكوس” ثم تبنى لقب “البطريرك” في القرن الخامس. وبقيت كنيسة كوخي مقر بطريرك كنيسة المشرق حتى سنة 799، عندما نقله البطريرك طيمثاوس الكبير (780 – 823) الى بغداد، عاصمة الدولة العباسية، الى قصر أهداه له الخليفة العباسي هارون الرشيد (763-809). اليوم بقي من الكنيسة الحيطان وبعض الحجارة.
عسى ان تشعر الحكومة بهذا التراث الوطني وتقوم بانبعاثه واحيائه ليكون محجا لملايين المسيحيين في العالم.
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة.