المخيّم الصيفي لبرنامج بناء القيادات الشابة : الفصل الختامي لمسيرة النمو والقيادة
YLB 2025
تجدون مجموعة صور في آخر النصّ.
رحلة برنامج بناء القيادات الشابّة (YLB) التي انطلقت في صيف 2024، وتخلّلتها عدّة لقاءات على مدار السنة، قد بلغت اليوم ذروتها. وقد نظّمت هذا البرنامج دائرة الشؤون اللاهوتية والمسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالتعاون مع شباب من أجل المسيح – لبنان، وجمعية الكتاب المقدّس – لبنان، ومركز إثراء لبنان للاحتياجات العلائقية، ومنظمة "عمل الكنيسة" (هولندا)، والاتّحاد العالمي المسيحي للطلبة في الشرق الاوسط. وقد أتاح البرنامج للمشاركين الشباب فرصًا متواصلة للنموّ والقيادة والشركة، وصولًا إلى ختامه في المخيّم الصيفي 2025.
امتدّ المخيّم الصيفي 2025 على مدى خمسة أيّام لا تُنسى، اتّسمت بالنموّ والتأمّل والمرح. وقد أُقيم في بيت الصفاء – بلدة نبع الصفاء (عاليه-لبنان) – حيث جمع نخبة من اليافعين في تجربة تحوّلية جمعت بين تنمية القيادة وتعزيز روح الجماعة.
من 5 إلى 9 آب، قدّم المخيّم برنامجًا يوميًا متكاملًا تخلّلته تدريبات على القيادة، وصلوات، وتأمّلات روحية، وورش عمل تفاعلية، وألعاب ممتعة. وقد شكّل الافتتاح المفاجئ رحلةً مبهجة إلى قرية أرنؤون، كهدية مميّزة للمشاركين، حيث أمضوا يومًا حافلًا بالألعاب الريفية، وركوب الخيل، والمشي الهوائي، والتزحلق بالدراجات الهوائية على الحبال، وغيرها من الأنشطة الترفيهية الشيّقة، إضافةً إلى غداء لذيذ في الهواء الطلق، قبل الانتقال إلى الموقع الأساسي في بيت الصفاء.
كان كلّ صباح يبدأ إمّا بعبادة تأملية، أو مسير صلاة، أو وقت للتأمل الشخصي، ليمنح اليوم انطلاقة راسخة وروحية. كما شارك اليافعون في جلسات تدريبية متميّزة قدّمها نخبة من القادة الملهمين، من بينهم: الأستاذ أمير بيطار حول الرؤية والرسالة، القس جيراير غزاريان حول التعبئة، والسيّدة روبا يمّين حول كتابة المشاريع.
أما ورش العمل بعد الظهر فقد أدارها الأستاذ إيلي حنينه، حيث رافق المجموعة في أساسيات القيادة المسيحية، من خلال جلسات عملية متجذّرة في الكتاب المقدس، مستوحاة من حياة موسى النبي ويوسف بن يعقوب وبولس الرسول.
وتنوّعت الأنشطة اليومية بين نزهة طبيعية خلابة في أرز الشوف، ودورة رياضية ممتعة، وتعلّم تطبيقي من خلال برنامج "العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية" الذي قدّمه فريق Starmanship، حيث رافق الشباب في اكتساب هذه العادات وتنمية حسّ المسؤولية الشخصية.
أما الأمسيات فكانت غنيّة بالعاطفة والتواصل، إذ شارك القادة في جلسات "قصتي" حيث رووا مسيرتهم الشخصية في القيادة، كما أحيا فريق "لبن" ليلة ارتجالية مليئة بالطاقة، قدّموا خلالها قصص المشاركين عبر التمثيل الارتجالي.
وقبل النوم، كانت الأمسيات تتضمّن ألعاب الطاولة، والوجبات الخفيفة، ووقتًا بسيطًا للتمتّع برفقة الآخرين أو قضاء وقت مع القادة.
وفي ليلة الجمعة الختامية، عاشت المجموعة احتفالًا حقيقيًا: ليلة أوسكار مميّزة تكريمًا لإنجازات المشاركين وسط أجواء من الضحك والتكريم والأناقة. حضّر طاهٍ محترف حلويات فاخرة، وبرزت مواهب المشاركين في عرضٍ مميّز، لتضيء الألعاب النارية سماء الليل في مشهدٍ من الفرح والإنجاز.
وقبل حفل التخرّج، شارك اليافعون في جلسة مؤثرة حول القيادة الخادمة، تُوّجت بطقس غسل الأرجل، مقتدين بالمسيح في (يوحنا 13)، كرمز للتواضع والمحبة والدعوة إلى خدمة الآخر. ثم أقيم حفل تخرّج مؤثّر احتفل بالتحوّل الذي عاشه كل مشارك. وقد تسلّم جميع اليافعين شهادات مشاركة ونموّ، فيما نال عشرة منهم دروعًا تكريمية خاصّة تقديرًا لالتزامهم المتميّز، وقيادتهم، وخدمتهم طوال الأسبوع وفي اللقاءات السابقة.
لم يكن هذا المخيم مجرّد ختام لأسبوع، بل كان الفصل الأخير من إرث مخيم YLB الصيفي. وبينما كان المشاركون يحزمون حقائبهم ويتبادلون وداعات مؤثّرة، كانوا يحملون معهم ليس فقط مهارات وذكريات جديدة، بل أيضًا هدفًا متجدّدًا ورابطة عميقة مع رفاقهم القادة. لقد كان مخيّم YLB 2025 الأوّل من نوعه، وسيبقى أثره حاضرًا لسنوات طويلة قادمة.