الشجاعة في مواصلة الرحلة معًا
مجلس كنائس الشرق الأوسط يعقد اليوم الأوّل من اجتماعه السنوي مع شركائه الدوليّين والإقليميّين
تحت عنوان "الشجاعة في مواصلة الرحلة معًا"، عقدت الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط برئاسة الأمين العام البروفسور ميشال عبس، اليوم الأوّل من اجتماعها السّنوي مع شركاء المجلس من منظّمات ومؤسّسات دوليّة وإقليميّة، يوم الثلاثاء 10 أيلول/ سبتمبر 2025، حيث يستمرّ حتّى يوم الأربعاء 11 أيلول/ سبتمبر، في مركز لقاء – الربوة، لبنان.
شارك في الإجتماع ممثّلون عن مختلف المنظّمات والمؤسّسات الشريكة لمجلس كنائس الشرق الأوسط من حول العالم، سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، ممثّلًا غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، وحضرة القسّ د. بول هايدوستيان، رئيس اتّحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في الشرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّ. كما شارك الأمناء العامون المشاركون للمجلس للمجلس، وكذلك مدراء ومنسّقو دوائر المجلس وفريق العمل.
استُهلّ الإجتماع بصلاة وكلمة افتتاحيّة لحضرة القسّ د. بول هايدوستيان، قال فيها: "اجتماع الشركاء ليس مجرّد مناسبة إداريّة لعرض التقارير، وإنّما وقت للتأمّل الذاتي ومشاركة التحاليل...". وأضاف "بروح الامتنان، نحتفل بهويّتنا المشتركة ودعوتنا كأبناء المسيح... دعوة للإنسانيّة. في المسيح، خلقنا الله أحياءً معًا".
وتابع "في منطقة تشهد صراعات وحروب وإبادات جماعيّة... تترسّخ هذه الحقيقة في أنّنا نحيا في المسيح معًا. دعوتنا هي أن نشهد للوحدة عبر الصلاة والخدمة... لتكن شركتنا علامة على واقعنا العظيم: ربّ واحد، إيمان واحد، معموديّة واحدة، رجاء واحد للعالم، وذلك من خلال العمل معًا والشهادة".
من ثمّ، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كلمة بعنوان "في الشراكة الروحية وسياسات المؤسسات"، جاء فيها: "اود ان أؤكد، وانا في الحركة المسكونية منذ العام 1981، ان للكنيسة وللهيئات المسكونية المنبثقة عنها، الدور الأكيد في التحولات الثقافية في الغرب، على صعيد نظرة الشعوب الى شتى الأمور والقضايا الشائكة المطروحة على الساحات الإقليمية والدولية. اما ما يقلق اليوم فهو هذا التحول في سياسات الدعم المالي التي تعتمدها مؤسسات المجتمعات ذات الفائض الصناعي...".
وأضاف "لا بد ان اعبر عن فرحي لاستقبال شركاء بكل ما للكلمة من معنى، حيث للشراكة الروحية والمحبة المتبادلة والقيم المشتركة التي تكونت عبر تناضج استمر لعقود، نفس الأهمية التي هي للشراكة المادية التي تتمثل بتغطية اكلاف المشاريع، او بالدعم المالي عامة... الكرامة هي احدى اهم وصايا المخلص، جسدها في كل ما قال وفعل، ولا بد لنا ان نكون أداة لصيانتها".
أمّا في الجلسة الأولى فكانت كلمتين لكلّ من معالي وزير الإعلام اللّبناني المحامي د. بول مرقص وسعادة النائب اللّبناني الأستاذ نعمت افرام حول عنوان "الشرق الأوسط عند مفترق طرق نحو شكل جديد للأرض والهويّة"، حيث تطرّقا إلى الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة والأمنيّة الّتي يمرّ بها الشرق الأوسط، إضافة إلى أبرز الأسباب الّتي أدّت إلى تدهور الواقع المعيشي في المنطقة ما فرض تحدّيات وضغوط يوميّة جمّة.
كما ألقى كلّ من د. بيتر مكاري ممثّلًا منظّمة Global Ministries and the United Church of Christ and the Christian Church، والأستاذ ديك لاندرسلوت ممثّلًا منظّمة Kerk In Actie، كلمتين حول واقع الشرق الأوسط من منظور الغرب، مضيئين على تطلّعاتهما في سبيل بناء مجتمعات أفضل لأبناء المنطقة.
في الجلسة الثانية، عرض الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس تقريره الّذي ضمّ كلّ الأنشطة والبرامج والمشاريع الّتي تمّ تنفيذها، متطرّقًا إلى التحدّيات الّتي واجهها المجلس في عمله وسُبل مواجهتها برجاء كبير وإيمان عميق. كما تحدّث عن رؤيته للفترة المقبلة وكذلك الإستحقاقات المترتّبة بغية تحقيق الأهداف المسكونيّة والإنسانيّة المرجوّة.
بعدها كانت الجلستين الثالثة والرابعة حيث تضمّنتا تقارير الدوائر والأقسام الّتي فنّدت مشاريع وإنجازات كلّ من الدائرة الماليّة، دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة، رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط (ATIME)، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، دائرة خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين، دائرة التواصل والعلاقات العامة، برامج "التماسك الإجتماعي والكرامة الإنسانيّة"، قسم الموارد الإنسانيّة، وقسم المشتريات.
انتهى اليوم الأوّل بصلاة ختاميّة، حيث شكّل الإجتماع مساحة مسكونيّة لتبادل الآراء والخبرات بغية تطوير آليّات العمل من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة والعمل معًا في سبيل شراكة مستقبليّة أكثر فعاليّة.