غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحضر الحفل التكريمي لسيادة المطران مار برنابا يوسف حبش بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي، ديترويت – ميشيغان، الولايات المتّحدة الأميركية

في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم السبت 30 آب/ أغسطس 2025، حضر غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الحفلَ الذي أقامَتْه أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، تكريماً لسيادة راعيها الجليل المطران مار برنابا يوسف حبش، بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي وذكرى مرور 15 سنة على خدمته الأسقفية، وذلك في قاعة كاتدرائية مار توما في ديترويت – ميشيغان، الولايات المتّحدة.

حضر هذا الحفل سيادة مار برنابا يوسف حبش، والآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية سيّدة النجاة، وعدد من الآباء الكهنة من الكنائس الشقيقة في ديترويت، والشمامسة، ومجموعة من فرسان كولومبوس في ديترويت، وجمع غفير من المؤمنين، يتقدّمهم عدد من أفراد عائلة سيادته.

خلال الحفل، وجّه غبطة البطريرك كلمة محبّة بهذه المناسبة، بعنوان "من تُراهُ الوكيل الأمين"، استهلّها بالتعبير عن محبّته الخالصة إلى "سيدنا مار برنابا يوسف، أخي في الأسقفية، كما كنتَ أخي في الكهنوت، وأيضاً لسنتين تلميذي في الإكليريكية. كلمتكَ أثّرت كثيراً في قلبي كما في قلوب إخوتنا الكهنة الأعزّاء، بقولكَ إنّه لا معنى للكهنوت إلا بالأمانة لقلب يسوع، نتبعه بإخلاص وبحقّ ومن دون أيّ شرط، وهو يكون فرحنا".

ونوّه غبطته بأنّنا "نعرف سيدنا مار برنابا منذ عام 1972 عندما جاء إلى إكليريكية دير الشرفة، وكنتُ مساعداً لمدير الإكليريكية آنذاك، وبقينا على اتّصال حين كان يخدم في العراق، أكان في قره قوش، ولا سيّما في البصرة، وبرهن عن التسليم الكامل للرب، لأنّ خدمته لم تكن سهلة، بل في زمن الحرب في العراق. وعندما طلبنا منه، بواسطة المثلَّث الرحمات المطران مار قوريلّوس عمانوئيل بنّي، أن يأتي ليشاركنا في خدمة أولادنا هنا في أميركا، لبّى الدعوة، مع أنّها كانت أول زيارة له إلى أميركا، وكان قد تجاوز الأربعين من عمره، ولم يكن مطّلعاً على اللغة الإنكليزية، بل كان يعرف السريانية والعربية والفرنسية. لبّى الدعوة من دون أيّ تردُّد. يذكِّرنا مار بولس أنّه حين دعاه الرب لم يذهب ويستشر أحداً، وها هو سيدنا مار برنابا يحذو خذو بولس، بل يعمل بكلام يسوع أنّ من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء".

ولفت غبطته إلى أنّنا "التقينا بسيادته في كانون الأول 1994 عندما جاء للخدمة معنا في نيوجرسي. تمّم خدمته بكلّ أمانة، أكان في نيوجرسي، أو في تأسيس إرسالية شيكاغو، أو بمتابعة الخدمة في رعية لوس أنجلوس. كان دائماً الكاهنَ الأمينَ للرب ولإخوته وأخواته، ولم يكن يضع شروطاً للخدمة، ولا يتردّد أبداً عندما كنّا وإيّاه نسعى كي نكمل خدمتنا هنا في الولايات المتّحدة الأميركية. يذكّرنا الرب يسوع أنّنا، كالوكيل الأمين، لا يجب أن نتردّد أبداً في الخدمة، بل أن نعرف ونشعر ونحبّ الرعية التي أوكلنا الرب خدمتها. وهكذا سيدنا مار برنابا، أكان في سني كهنوته الخمسين، وفي سني أسقفيته الخمسة عشرة، كان يضع الأمانة أمامه دائماً، والأمانة تعني أيضاً الإقرار بالحقّ. ليس أحد منّا كاملاً، لكنّ سيدنا مار برنابا يطبّق قول المسيح: الحقّ يحرّركم".

وأكّد غبطته أنّ "يوبيلكَ يا سيّدنا اليوم ليس فقط فرحة لكَ، بل هو أيضاً فرحة لأحبّائنا الكهنة الذين يخدمون معكَ شعب الله، وللشمامسة، وهو ليس فقط فرحة الأهل، الإخوة والأخوات وأولادهم، والمئات من الأصدقاء الذين عرفوكَ في خدمتكَ الكهنوتية، لكنّها نعمة سامية جداً، أن تبقى أميناً لهذه الدعوة بالحقّ. وللأسف لا نستطيع أن ننكر أنّ ما يُسَمَّى اليوم ثقافة هذا العصر يؤثّر أيضاً على بعض الإكليروس الذين يعتقدون أنّ الكهنوت وظيفة، وأنّ تكرُّسَهم للكهنوت هو منّة على الله وشعبه، ويتصرّفون بطريقة مشكِّكة للكثيرين من أولادنا. وأنتَ، يا سيّدنا، ذكرتَ في كلمتكَ أنّ الكاهن الذي يحافظ على التلمذة للرب يسوع لا يحتاج إلى شهادات ولا إلى إقرار من آخرين وإطراء ومدح، بل يحتاج إلى قلب مملوء بالمحبّة للرب وللنفوس التي يخدمها، وحين يخدم بالمحبّة يستطيع أن يفعل العجائب. وجميعكم تعلمون، أيّها الأحبّاء، كم كانت صعبة نشأة أبرشيتنا هنا في الولايات المتّحدة منذ حوالي الأربعين سنة، واليوم أحبّاؤنا الكهنة يساعدونكَ، كي تكملوا معاً هذه الخدمة بالأمانة والحقّ".

وختم غبطته كلمته بالقول: "باسم جميع الحاضرين، ندعو لكَ، يا سيدنا العزيز، بالصحّة والنعمة ودوام الفرح، كي تكمل خدمتكَ وتبقى المثال للراعي الصالح".

وكان سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش قد توجّه بكلمة من القلب، تقدّم في بدايتها "بالشكر معكم إلى العناية الإلهية التي جعلَتْني أحظى بنعمة الكهنوت، وأنا غير مستحقّ، وكلّنا غير مستحقّين لهذه النعمة، إلا أنّ الرب اختارنا من حيث لا نعلم لماذا ولا كيف، لكن هاءنذا يا رب، دعوتَني يا رب، لا ترذلْني".

وأشار سيادته إلى أنّ "موضوع الكهنوت ليس موضوعاً دراسياً وتحليلياً، هو موضوع الإيمان، موضوع سماع نداء الرب واتّباع صوته. يا ابراهيم، إمشِ إلى الأرض التي أريكَ. طرق الرب عجيبة، بالحقيقة لا أعرف كيف اختارني الله ولا لماذا، ولا أرى الموجبات لهذا الإختيار، لكن حين أفكّر بالأمر، أقول: عجيبٌ أنتَ يا رب، لذا أؤمن أنّ كنيستك هي حقيقة إلهية، لا يمكن أن تتزعزع. حين تختار شخصاً ضعيفاً مثلي، وحين أعاين ضعفي، أرتجف. وقد أردتُ مراراً أن أهرب من قدّام الرب، لكنّه كان يصطادني بشكل أو بآخر، ويأتي بي إلى الطريق. وحتّى هذه اللحظة التي أمثل فيها أمامكم، بعد خمسين سنة من الكهنوت و15 سنة من الأسقفية، لا أزال غير قادر أن أعيش لحظةً إلا وأسمع كلام الرب وأتحسّس أين يريدني. بدونكَ يا رب لا أستطيع أن أفعل شيئاً، وأنتَ القائل: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئاً"…


إضغط هنا للإطّلاع على الصور.
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

‎قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يحتفل بالقداس الإلهي في دير مار كبرئيل في قرطمين بمناسبة تذكار قطع يمينه

Next
Next

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يترأس القداس الإلهي الإحتفالي لمناسبة عيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة